top of page
محمد عداوي

رحلة البحث عن الأملاح



هذي المقالة عن تجربتي للترايثلون لسباق الايرون مان 70.3 وهو نصف سباق الايرون مان العظيم وهو عبارة عن سباحه ١٩٠٠ متر ثم ركوب الدراجه لمسافة ٩٠ كيلو ثم الجري لمسافة ٢١ كيلو.



في البداية راح اتكلم عن بدايتي في هذه للعبه في نهاية ٢٠٢٢ شهر تسعه جائني الخبر عن جدول سباقات الترايثلون وكان اقرب سباق في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية كانت اول تجربه ومن هنا بدأت الاعداد للسباقات وفي كل سباق كانت المعرفه تزداد والخبرة والاحتكاك بمجتمع الترايثلون يزداد من قروبات واتس اب او من خلال منصات التواصل الإجتماعي وبعدها راودني الشعور بزيادة الحماس وخوض تجربة أصعب وهي المشاركة في الايرون مان 70.3 بدأت التحضيرات الجدية من عشرة اسابيع قبل السباق مع العلم بإنها فترة قد لاتكون كافيه لاحراز رقم جيد ولكن على الاقل سأتمكن من انهاء السباق استعنت بعد الله بمدرب وطني قدير ساعدني في فهم الرياضه بعمق اكبر واكتشفت بإنها تحتاج لتغيير سلوك ونمط حياة مع كامل الانضباط وتوالت علي الاسابيع تلو الاخر جد واجتهاد وتمارين متواصلة قمة الملل والتعب والاجهاد ولكن اعانني الله عليها وما ان ادركت بإن الايام تجري وتمر مر السحاب وها انا على خط البدايه مشارك في سباق ايرون مان صلاله كنت ملئ بالحماس ومتشوق لإثبات جدارتي ولم يكن لدي شك في ذلك ووضعت سقف رقمي لانهاء السباق وعند بداية اول مرحلة من السباق وهي السباحه تملكني شعور غريب وددت حينها ان اعود للتمارين وتمنيت فترة تأهيل اطول.


كنت اشعر بالملل وانظر الى الساعه وكأنني عالق في المحيط متشبث بجذع شجره تتلقفني ايادي وارجل المتسابقين. الرؤيه شبه معدومه ادركت حينها لا نجاة لي إلا بالسباحه والجد والاجتهاد الحمدلله انهيت السباق علي صيحات وهتافات الجمهور شعرة بنشوة الانتصار على السباحه وذهبت للدراجه وانا اترنح يمين ويسار لا ادري اين دراجتي عقلي مفقود وانما يحركني هو الحماس ركبت الدراجه وقدتها بسرعه جنونيه اشجع كل من اتعداه واهنئ نفسي وامنيها برقم مميز.



حتى جاء نفس الشعور الذي انتابني في السباحه وكأنه كابوس امسك برجلي وعقلي فلا العقل يصدر الاوامر ولا الارجل تنفذ الامر وشعرت بصداع ورغبة في الترجيع توقفت عند إحدى المحطات للتزود بالماء والاملاح وعدت للمسير ادحرج افكاري واداعب عضلاتي وكأني اتوسل اليها بإن توصلني لخط النهاية وكأني نسيت حينها بإنه متبقي لي جري لمسافة ٢١ كيلو ولكني لم اهتم عند وصولي لخط نهاية الدراجه لم استطع حمل ارجلي من ثقلها تحاملت علي نفسي مع هتافات الجمهور من جديد وضعت دراجتي ولبست حذاء الجري وانا انظر يمين وشمال ابحث عن الاملاح وفي الحقيقه لم اجد بداية الركض بطريقة السلحفاء العمياء لا اعلم اين اتجه وانما خلف الركب يتعداني الصغير والكبير وانا لا اعلم ما أصابني فعلمت حينها بأنني خسرت الرهان خسرت معركة السوائل ونقص الاملاح في جسدي فقررت عدم المجازفة وتضخيم الامور او التوتر وزيادة الجفاف فوضعت خطه المشي كثيرا والركض القليل. حتي لا اتسبب بحرق مضاعف لعضلاتي المتشدده او زيادة التقلصات. واحداث ضرر اكبر. كنت احسب القدم تلو القدم وليس المتر او الكيلو. كنت اقوم بالشرب من كل محطة يوجد بها ماء او ثلج كانت رحله طويله احتجت فيها للهدوء والسيطرة على الافكار والمشاعر حتى وصلت خط النهاية تحاملت على نفسي وقمت بالجري لحفظ ماء وجهي الحمدلله انهيت السباق ولم اكن ذلك السعيد بل كنت حزين لا اعلم من هو السبب.. حتى رايت رجل قد جاوز الـ٥٥ من عمره يدخل خط النهاية والابتسامة تعلو وجهه فعلمت حينها بإنه مازال في العمر بقية. وتسجل تجربه مميزه فالنجاح يحتاج لمعرفه وإصرار وعدم رفع سقف الامنيات وانما صعود السلم خطوة بخطوة في الحقيقه ليست الاملاح هي السبب او نوع السباق او المسار.. السبب هو عدم الاستمتاع والمجازفه بالتحدي والاستعجال يجب على المرء كبح جماح نفسه والصبر وقوة المثابرة فالنجاح ليس وليد اليوم والليله والشعور بالسعاده هي عقيده يجب الإيمان بها وتصديقها ليس الخلل في قلة التدريب او المعدات او المكملات الغذائية او الفهم والادراك الخلل هو ان تجعل في داخلك مضمار للسباق والتحدي والخوف من الفشل والبحث عن الانجازات وتنسى ابتسامتك وسعادتك في تحقيق الانجاز الصغير قبل الانجاز الكبير.




سأعود بطريقه مختلفه اوازن اهدافي مع قدراتي وأضع اهدافي القريبه قبل البعيدة تعلمت من الايرون مان التأني وعدم الاستعجال تعلمت من الايرون مان بإن اكون سعيد لان اغلب الذين رأيتهم كانو سعداء فخورين بإنفسهم.

في الختام انا سعيد بإن اول سباق لي كان في سلطنة عمان الحبيبه وفي صلاله الجميله لن تكون النهاية بل ستكون البداية ، ستكون بداية السعاده وبداية الفخر والرضى بنفسك مع الحرص على التعلم وكسب الخبرة من اهل الخبرة ويوما سأكتب عن رحلة البحث عن السكر.

٧٦ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page